قال تعالى فى سورة النجم : ” أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى، أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ، تعتبر كلمة “أكدى” من غريب القرآن الكريم، فهي ليست كلمة دارجة الآن، فماذا تعني؟
الجواب :
تفسير الآيات :
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى ( 33 ) أفرأيت -أيها الرسول- الذي أعرض عن طاعة الله وأعطى قليلا مِن ماله، ثم توقف عن العطاء وقطع معروفه؟
وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى ( 34 ) أفرأيت -أيها الرسول- الذي أعرض عن طاعة الله وأعطى قليلا مِن ماله، ثم توقف عن العطاء وقطع معروفه؟
أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ( 35 ) أعند هذا الذي قطع عطاءه علم الغيب أنه سينفَد ما في يده حتى أمسك معروفه، فهو يرى ذلك عِيانًا؟ ليس الأمر كذلك، وإنما أمسك عن الصدقة والمعروف والبر والصلة؛ بخلا وشُحًّا.
كلمة “أكدى”تعني منع، أي اعطى وانفق ثم توقف، وهي مأخوذة من “الكدية” وهي الصخرة التي تعترض من يحفرون البئر، وتلك الكلمة قد استخدمت في أحد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما كان صحابة النبي صلى الله عليه وسلم يحفرون الخندق ذكر في الحديث أن قد اعترضتهم “كدية”، وهو الحديث المشهور: ” إنَّا يَومَ الخَنْدَقِ نَحْفِرُ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ شَدِيدَةٌ، فَجَاؤُوا النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالوا: هذِه كُدْيَةٌ عَرَضَتْ في الخَنْدَقِ…” والكدية هي الصخرة، و”أكدى” تعني أنه أعطى ثم منع عطاءه، وهو ليس منعًا عاديًا ولكن منعًا شديدًا كأنما أعترضت صخرة شديدة طريقه فلا يستطيع أن يعطي.
وذكر الطبري في تفسيره إحدى الروايات التي تفسر أسباب نزول تلك الآية، أن رجلًا أسلم, فلقيه بعض من يُعَيِّره فقال: أتركت دين الأشياخ وضَلَّلتهم، وزعمت أنهم في النار، كان ينبغي لك أن تنصرهم، فكيف يفعل بآبائك، فقال: إني خشيت عذاب الله، فقال: أعطني شيئا، وأنا أحمل كلّ عذاب كان عليك عنك, فأعطاه شيئا، فقال زدني، فتعاسر حتى أعطاه شيئا، وكتب له كتابا, وأشهد له، فذلك قول الله: “أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى، وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى”، وأوضح الطبري في تفسيره معنى أكدى في عدة مرويات تعني فيها لاأنه اعطى قليلًا ثم انقطع عطاءه وبخل بعد ذلك.
اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم