ما معنى قوله تعالى رتقا ففتقناهما فى سورة الأنبياء

 

 

قال تعالى فى سورة الأنبياء :
أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما .. فما معنى رتقاً ففتقناهما ؟

 

الجواب :
قال الشيخ الشعراوى رحمه الله والرَّتْق: الشيء الملتحم الملتصق، ومعنى { فَفَتَقْنَاهُمَا.. } [الأنبياء: 30] أي: فَصلَنْاهما وأزَحْنَا هذا الالتحام .

كما أن للعلماء في معنى هذه الآية أقوال أشهرها: أن معنى كانَتا رَتْقاً أن السماء كانت صماء لا ينزل منها مطر، وأن الأرض كانت لا يخرج منها نبات، ففتق الله-تبارك وتعالى- السماء بأن جعل المطر ينزل منها، وفتق الأرض بأن جعل النبات يخرج منها.

وهذا التفسير منسوب إلى ابن عباس، فقد سئل عن ذلك فقال: كانت السموات رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت، فلما خلق- سبحانه – للأرض أهلا، فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات .
ومنهم من يرى أن المعنى: كانت السموات والأرض متلاصقتين كالشىء الواحد، ففتقهما الله-تبارك وتعالى- بأن فصل بينهما، فرفع السماء إلى مكانها، وأبقى الأرض في مقرها، وفصل بينهما بالهواء.

قال قتادة قوله كانَتا رَتْقاً يعنى أنهما كانا شيئا واحدا ففصل الله بينهما بالهواء .
ومنهم من يرى أن معنى «كانتا رتقا» أن السموات السبع كانت متلاصقة بعضها ببعض ففتقها الله-تبارك وتعالى- بأن جعلها سبع سموات منفصلة، والأرضون كانت كذلك رتقا، ففصل الله-تبارك وتعالى- بينها وجعلها سبعا.

قال مجاهد: كانت السموات طبقة واحدة مؤتلفة، ففتقها فجعلها سبع سموات، وكذلك الأرضين كانت طبقة واحدة ففتقها فجعلها سبعا .
وقد رجح بعض العلماء المعنى الأول فقال ما ملخصه: كونهما «كانتا رتقا» بمعنى أن السماء لا ينزل منها مطر، والأرض لا تنبت، ففتق- سبحانه – السماء بالمطر والأرض بالنبات، هو الراجح وتدل عليه قرائن من كتاب الله-تبارك وتعالى- منها:أن قوله-تبارك وتعالى-: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا.. يدل على أنهم رأوا ذلك لأن الأظهر في رأى أنها بصرية، والذي يرونه بأبصارهم هو أن السماء تكون لا ينزل منها مطر، والأرض لا نبات فيها.

فيشاهدون بأبصارهم نزول المطر من السماء، وخروج النبات من الأرض.
ومنها: أنه- سبحانه – أتبع ذلك بقوله: وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ والظاهر اتصال هذا الكلام بما قبله.
أى: وجعلنا من الماء الذي أنزلناه بفتقنا السماء، وأنبتنا به أنواع النبات بفتقنا الأرض، كل شيء حي.

ومنها: أن هذا المعنى جاء موضحا في آيات أخرى، كقوله-تبارك وتعالى-: وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ.
وَالْأَرْضِ ذاتِ الصَّدْعِ والمراد بالرجع: نزول المطر من السماء تارة بعد أخرى، والمراد بالصدع: انشقاق الأرض عن النبات.

اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *