ما معنى قوله تعالى أتأتون الذكران من العالمين فى سورة الشعراء

ما معنى قوله تعالى : أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (166) سورة الشعراء

قال الطبري :

أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (165)
يعني بقوله: ( أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ ) : أتنكحون الذكران أى جماع الرجال من بني آدم في أدبارهم.

وقال البغوى :
( أتأتون الذكران ) قال مقاتل : يعني جماع الرجال .
( من العالمين ) يعني من بني آدم .

وقال إبن كثير :
لما نهاهم نبي اللّه عن ارتكاب الفواحش وغشيانهم الذكور، وأرشدهم إلى إتيان نسائهم اللاتي خلقهن اللّه لهم ما كان جوابهم إلا أن قالوا { لئن لم تنته يا لوط} أي عما جئتنا به { لتكونن من المخرجين} أي ننفيك من بين أظهرنا، كما قال تعالى: { فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون} ، فلما رأى أنهم لا يرتدعون عما هم فيه وأنهم مستمرون على ضلالتهم تبرأ منهم، وقال: { إني لعملكم من القالين} أي المبغضين لا أحبه ولا أرضى به وإني بريء منكم، ثم دعا اللّه عليهم، فقال: { رب نجني وأهلي مما يعملون} ، قال اللّه تعالى { فنجيناه وأهله أجمعين} أي كلهم، { إلا عجوزا في الغابرين} وهي امرأته، وكانت عجوز سوء، بقيت فهلكت مع من بقي من قومها، حين أمره اللّه أن يسري بأهله إلا امرأته، وأنهم لا يلتفتون إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه، فصبروا لأمر اللّه واستمروا، وأنزل اللّه على أولئك العذاب الذي عم جميعهم وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود، ولهذا قال تعالى: { ثم دمرنا الآخرين * وأمطرنا عليهم مطرا – إلى قوله – وإن ربك لهو العزيز الرحيم} .

وقال الشيخ الشعراوى رحمه الله فى خواطره حول هذه الآية :
فكأنها مسألة وخصلة تفردوا بها دون العالم كله.

لذلك قال في موضع آخر:
{ أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن ٱلْعَالَمِينَ }
[الأعراف: 80].

أي: أن هذه المسألة لم تحدث من قبل لأنها عملية مستقذرة؛ لأن الرجل إنما يأتي الرجل في محل القذارة، ولكنهم فعلوها، فوَصْفه لها بأنها لم يأتها أحد من العالمين جعلها مسألة فظيعة للغاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

close